|
تفسير عملية التظهير للصورة الفوتوغرافية |
صدق أو لا تصدق . فمنذ أكثر من مئة وخمسين عاماً ، وهي المدة التي انقضت على ابتكار عملية التصوير الفوتوغرافي، لم يتمكن أي عالم من شرح التظهير الكيميائي للصورة الفوتوغرافية ، بالرغم من أن هذا الشرح هو مرحلة مهمة في عملية تطوير التصوير الفوتوغرافي . والمشكلة كانت في ضرورة التكبير الهائل- حتى عدة مليارات – لحبيبات الفضة المتشكلة على الصورة ، والتي بدون هذا التكبير تبقى غير مرئية للعين . إذ أن فريقاً من الباحثين . ويعمل في المختبر الفيزيائي – الكيميائي للإشعاعات في فرنسا ، نجح بعد عامين من البحوث في إماطة اللثام عن التفاعل الذري لهذه العملية الغامضة . وقد تمكن هذا الفريق من تصميم جهاز تحليل إشعاعي نبضي يسمح للباحثين بتتبع المراحل المختلفة لعملية تجمع ذرات الفضة خطوة خطوة . ويمكننا تقدير هذا الإنجاز عندما نعلم أن المراحل الأولى لعملية التجمع الذري تجري في فترة زمنية تقع بين ثلاثي أجزاء من المليار ، وجزء من مئة ألف جزء من الثانية ، من تعرض الحبيبات للضوء . وتتم العملية على مستوى تبادل الإلكترونات بين حبيبات الفضة (ملتقطة الإلكترونات) ومحلول التظهير (واهب الإلكترونات) . وبشكل مبسط ، فإن شراهة الحبيبات للإلكترونات تزداد مع ازدياد عدد الذرات المتجمعة . ومن ناحية ثانية فمع وجود محلول التظهير فإن انتقال الإلكترونات لا يمكن أن يحصل إلا نحو التكتلات التي يكون العدد المتجمع أعلى من عتبة معينة . وعند كل انتقال جديد ، فإن الذرات المتجمعة التي تتزايد (Ag+ زائد إلكترون تعطى ذرة فضة معدنية ) تصبح أكثر فأكثر ذات قابلية للانتقال ، وعند إضافة محلول التظهير بشكل فائض ، فإن مجموع الأيونات Ag+ يتم تحيده بالتتابع حتى نفاذه ، مما يعني حتى اكتمال تجميع مجموع ذرات الفضة المتعرضة للإشعاع .
|