صفحة الأخبار           -            الصفحة الرئيسية

 

 

 

 

تقنية متطورة  ترصد هول الاندلاعات الشمسية

 

 

مع اشتداد فورة عمليات التأجج الشمسية التي اتخذت شكل اندلاعات اهليلجية ضخمة شهر اكتوبر الماضي( 2004 ) ، استخدم العلماء في المرصد الشمسي الوطني بالولايات المتحدة مجموعة جديدة من التجهيزات والادوات العلمية لتسجيل ادق صور حتى الان لقلب العواصف الشمسية.ويقول الدكتور توماس ريميلي، احد العلماء العاملين على مشروع «البصريات التهايؤية في المرصد: لقد تم تسجيل فيلم لاندلاع شمس من نوع «إتش الفا» وهو يظهر لاول مرة، بنية الاندلاع بدقة 2. 0 فدان ـ ثانية، واضافة الى ذلك فإن مقياس الاستقطاب الطيفي الانحرافي «دي إل إس بي» رسم خرائط استقطاب عالية الوضوح تتمتع باهمية كبيرة لدراسة بنية النشاط المغنطيسي على سطح الشمس.


ويزيل نظام «البصريات التهايؤية» المتطورة معظم الضبابية الناجمة عن الاضطراب في الغلاف الجوي للارض، اذ يقوم بتحليل التشوهات والانحرافات الطارئة على الصورة ثم يحسب كيفية اعادة صياغة شكل المرآة لازالة معظم التشويش والانحراف في الصورة، وقد اطلق على هذا النظام اسم «إيه او 76» نسبة الى عدد منافذ الضوء التي يتحكم بفتحها او اغلاقها.اما مشروع مقياس الاستقطاب الطيفي «دي إل اس بي» فهو اول جهاز علمي مصمم خصيصا للاستفادة من نظام «إيه او 76» وقد تم تركيب النظامين في تلسكوب دون الشمس بالمرصد الوطني في سانسبوت بولاية نيومكسيكو.

 

ويقول ريميلي: بفضل النظامين الجديدين نعتقد اننا نشاهد الان دلائل على البؤر الداكنة التي اشارت اليها المشاهدات الفلكية الاخيرة من التلسكوب السويدي في لابالما، ولاشك ان الصور الجديدة ستمنحنا المزيد من المعلومات حول هذه المعالم المكتشفة حديثا على سطح الشمس.

وكان العلماء يقومون باختبار الانظمة الجديدة عندما حدثت الاندلاعات الضخمة في المناطق الشمسية النشطة اواخر شهر اكتوبر الماضي.

ومع ان الشمس ساطعة الى درجة الابهار بالنسبة للعين البشرية، فانها في الوقت ذاته تعتبر باهتة جدا بالنسبة للعديد من الدراسات العلمية، فإن تفحص منطقة صغيرة فقط في خط طيفي ضيق عند نهاية النظام البصري المعقد في المرصد الشمسي لايترك سوى دفق خافت نسبيا من الضوء، ويحتاج نظام المقياس الاستقطابي حوالي 50 دقيقة كي يمسح المنطقة المستهدفة بالكامل، وهنا تكمن اهمية نظام «ايه او 67» لتوفير صور واضحة ومستقرة، ومن دونه فإن الاضطراب في الغلاف الجوي يشوش على البيانات البصرية.

وبفضل هذه التقنية استطاع المرصد الشمسي الوطني تسجيل صور فائقة الدقة لاندلاع شمسي ضخم من نوع «اتش ألفا» الذي ينتج عن نفثات الهيدروجين المحايد ويظهر في المناطق النشطة على سطح الشمس.

واخيرا التقط المقياس الاستقطابي اول صور جانبية فائقة الوضوح لبقعة شمسية داكنة قبل وبعد الاندلاعات الشمسية يوم 24 اكتوبر2004، على نحو يتيح تحديد قوة واتجاه المجال المغنطيسي في البقعة وحولها، كما يوضح الدكتور كيه سنكار، احد العلماء المشتركين في مشروع «دي ال سي بي» والذي يشير الى ان ذلك سيساهم على نحو غير مسبوق في فهم تدفق الطاقة في هذه المنطقة التي تتركز فيها المجالات المغنطيسية على سطح الشمس.

 

وينظر نظام«دي ال سي بي» الى خطين طيفيين ناشئين على تجمع ذرات الحديد على مسافة 200 كيلومتر فوق سطح الشمس الساطع، او المرئي، مما يتيح له قياس قوة المجال المغنطيسي، واتجاهه بدقة افضل من القراءات المستندة الى تحليل خط طيفي واحد.

وقد قدم ريميلي وسنكار نتائجهما حول الاكتشافات الجديدة التي توصلا اليها حول ما يجري بداخل الاندلاع الشمسي خلال اجتماع الجمعية الفلكية الاميركية شهر مايو الماضي، وسط اهتمام كبير من اوساط علماء الفيزياء الفلكية الذين دأبوا على دراسة هذه الظاهرة منذ عقود.

وبعد تشغيل نظام البصريات التهايؤية «ايه او 67» والمقياس الاستقطابي الطيفي «دي ال اس بي» في المرصد الشمس الوطني بالولايات المتحدة بكامل تجهيزاتها في شهر مارس الماضي، تم اتخاذ الخطوات الاساسية الاولى نحو توفير بيانات المرصد لجمهور علماء الفيزياء الشمسية الذين انكبوا على دراسة الاندلاعات او التأججات التي تظهر على سطح الشمس بشكل دوري.

ويأمل العلماء انه عندما يحين موعد الفورة التالية لنشاط الاندلاعات الشمسية بعد حوالي سبعة اعوام من الان ستكون تكنولوجيا المراصد الشمسية قد تطورت الى درجة تسمح لهم بسبر اغوار تلك العواصف العملاقة والبدء في فك الغاز المجال المغنطيسي القوي المحيط بقرص الشمس.

 

من جريدة البيان الإماراتية

إعداد : محمد إحسان الطويل